مع تصاعد حدة إجراءات الاحتلال في القدس: التحذير من خطورة تنفيذ مخططات تهويد المدينة مع تصاعد حدة اجراءت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، والتي طالت الأرض والإنسان، والحجر والشجر والبشر، والمُقدرات والقطاعات والمقدسات، زادت تحذيرات المسؤولين الفلسطينيين والشخصيات المقدسية الدينية والوطنية الاعتبارية من خطورة المخططات الاحتلالية، التي يجري تنفيذها بوتيرة عالية هذه الأيام لفرض أمر واقعٍ وجديد، يهدف إلى أسرلة وتهويد مدينة القدس بالكامل.
ولعلّ ما يتعرض له المواطنون الفلسطينيون المقدسيون من سياسات احتلالية خبيثة ومخططات شيطانية يفوق التصور البشري، وفي كل الأحوال يرفض الفلسطينيون المقدسيون بيع ممتلكاتهم ومنازلهم رغم الإغراءات التي تقدمها الجماعات اليهودية من جهة، والاعتداءات والتهديدات والإجراءات التعسفية التي يتعرضون لها من جهة أخرى.
وها هي السيدة فوزية "أم كامل الكرد"، التي فقدت منزلها في المرة الأولى حينما هجّرها الاحتلال بقوة السلاح من حي الطالبية، غربي مدينة القدس، ليعود بعد أكثر من خمسين عاماً ويطردها من منزلها بحي الشيخ جراح بالقدس.
وتمثل السيدة أم كامل أُنموذجاً يُحتذى به في الصمود والعناد على الحق، وهي التي رفضت كل الإغراءات المالية، التي وصلت يوماً إلى حد أرقامٍ فلكية من الأموال، ولا تزال صامدة في خيمةٍ أقامتها بالقرب من بيتها الذي سكنته على الفور جماعات يهودية متطرفة.
لم يتحمل زوج أم كامل القهر الجديد الذي فرضه الاحتلال وقطعانه عليه، وهو المريض المقعد، فقضى ولم يُكفّن في بيته، الذي عاش فيه معظم سني حياته، في ما لا زالت أم كامل صامدة وقوية، وتبدو مع إشراقة شمس كل يوم جديد أكثر تصميماً على العودة إلى بيتها الذي طُردت منه.
السيدة أم كامل فرضت، بعنفوانها وصمودها ومقاومتها للاحتلال، على كل الشخصيات الدينية والوطنية والاعتبارية المقدسية ومن داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م وعلى المؤسسات الرسمية والأهلية واجب التضامن، وواجب الحذر والانتباه لما تخططه دماغ الاحتلال الشيطانية لحي الشيخ جراح وللقدس بشكل عام، وفعلاً أضحت خيمة "أم كامل" رمزاً للصمود والمقاومة.
وها هم من مختلف التيارات الفكرية والحزبية والدينية، ومن الشخصيات الرسمية والأهلية، والعربية والأجنبية يؤمون خيمة أم كامل تعبيرا عن التضامن ورفض سياسات الاحتلال وجماعاته اليهودية المتطرفة.
وعلى مقربة من منزل أم كامل الكرد، يوجد منزل أبو عامر العلي، في حي الشسخ جراح، وهو في الستينات من عمره، يقف صامداً بمنزله المتواضع، متمسكاً به، رافضاً كل أساليب الترهيب والترغيب من سلطات الاحتلال ومن الجمعيات اليهودية الإرهابية.
أبو عامر لفت إلى أن هذه الجمعيات عرضت عليه مبلغاً يتجاوز المليون دولار نظير تخليه عن منزله لهم، رغم أنه لا يساوي أكثر من عشر هذا المبلغ، وهو يؤكد أن الأمر ليس بحاجة إلى أي نوع من التفكير، ويقول لو عرضوا علي مال الدنيا مقابل التخلي عن منزلي فلن اقبل، مُشددا على أن الله سيحاسب كل من فرط بذرة تراب من القدس وفلسطين.
وليس الأمر محصوراً بمنازل حي الشيخ جراح؛ بل إن الجمعيات اليهودية الاستيطانية، وهي كثيرة، تنشط بشكل أكبر في قرية سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وفي البلدة القديمة، وخاصة في الأحياء والحارات القريبة والمُحاذية للمسجد الأقصى المبارك، إلا أن المواطنين المقدسيين على كامل الاستعداد لتحمل كل أشكال القهر والتنكيل والإذلال في سبيل الحفاظ على بيوتهم ووجودهم في هذه المناطق الحساسة من مدينة القدس المحتلة، ولسان حالهم يؤكد أن مصير الظلم إلى زوال بدون رجعة.